languageFrançais

سبيطلة: يشتبه في غرقهم خلال ''حرقة''.. أطفال مفقودون منذ أيام

This browser does not support the video element.

في الوقت الذي يستعدّ فيه أطفال تونس للعودة إلى مقاعد الدّراسة، غاب "أ.أ" عن الأنظار، منذ 10 أيام، وعوّض موكب عزاء، لشخص لا يعتبر ميّتاً إلى حدود الآن، مكان جلوسه في حيّه الشّعبي الفقير من معتمدية سبيطلة التابعة لولاية القصرين، فلم يعدّ لممارسة هوايته المفضلة، كرة القدم، ضمن فريق اتحاد سبيطلة، إلى حدود اليوم.

تستقبلنا أمّ "أ" وسط عدد من الأجوار الّذين قدموا لزيارتها في مصابها بوجه شاحب كأنّه الموت المخيّم في أقاصي مدينة البيزنطيّين وبداية الفتح، سبيطلة، وتقول بكلمات متبعثرة يقطعها بكاء متقطّع "أنا راضية بحكم الله هو من وهبني "أ" وهو القادر على إعادته".
ترفض بلطف تصويرها، وتعود إلى حشود من قدموا لمعرفة تطوّرات مصير ابنها الغائب عن الأنظار منذ 10 أيام.

"أ" مثل طفلين آخرين من المدينة توجهوا منذ يوم 11 أوت 2022 نحو ولاية صفاقس، من أجل هجرة غير نظامية، وانقطعت أخبارهم منذ 14 أوت 2022، وشهادات متقاطعة تقول إن الأطفال كانوا يرافقون الأستاذة الّتي غرقت في عرض بحر المنستير رفقة ابنها  في رحلتهم التي قد تكون الأخيرة، رغم قِصر أعمارهم.

توفيق والد "أ" الذي عاد للتو من المنستير حيث دعته الوحدات الأمنية للاطلاع على جثة هالك في البحر، فتبين أنّه ليس ابنه، يناشد السلطات التدخل العاجل للعثور على ابنه.

يصرّح توفيق لموزاييك، وهو يحاول استرجاع شريط الأحداث في ذهنه مثل من يحفر في ذاكرة بعيدة "لم أنم منذ 5 أيام، أتنقل بشكل يومي إلى ولاية المنستير بحثا عن أي مستجد يتعلّق بطفلي. لقد طَلب مني أموالا للحرقة مرارا، وكنت أحاول مماطلته في كل مرة، إلى أن غاب عن الأنظار فعلمت أنه حاول 'الحرقة' رفقة طفلين"، نحو إيطاليا...

في الحي نفسه، وفي الفترة ذاتها، فُقِد "ب.ع"(16 سنة)، وذاع خبر محاولته الهجرة في الزورق نفسه، وراج خبر غرقه في المنستير.

تجمّع أقاربه قرب منزله، وترصفت المقاعد في النّهج، مثل ما وقع مع "أ''.


في الضفة الأخرى من الحي، لا يختلف المشهد عن ما سبقه، فقد غاب "س.م" ( 14 سنة) عن الأنظار رفقة "ب" و "أ"، ولقي مصيرهما نفسه، وبات في عداد المفقودين مثلهم، عوض أن يكون في سجلات الدفاتر المدرسية.

في سبيطلة، يتوافد الناس على منازل المفقودين  في رحلة أطفال نحو مجهول مفترس، يواسون عائلات الأطفال الثلاثة، وينتقدون ظروفاً اجتماعية تطاردهم جميعا، وبين بكاء نسوة يشتقن لأحد أبناء حيّهن تصيح سيدة أمام الكاميرا "أين السميد أين الزيت أين الخبز؟"، وكأن مسألة اختفاء قصّر خرجوا نحو "حرقة" ليست إلا شجرة تحجب غابة عصيّة كموج البحر الّذي أنهى حياة الحالمين بجنّة تشبه الجحيم...

برهان اليحياوي.